بسم الله الرحمن الرحيم

القربى 

للكتب المسموعة

  تعليق الموقع على كتاب  منهاج الكرامة في معرفة الإمامة

 

أخي المستمع أختي المستمعة !

يُعتبَر هذا الكتابُ من الكُتب المُهِمَّة والأساسية التي بُحِثَت فيها مسألةُ الإمامة بحثاً علميّاً منطقّياً عقليّاً وفي نفس الوقت نقليّا وقد يكون هذا الكتابُ السببَ في تَشَيُّع كثيرٍ من الناس، وهنا تكمُن  قوةُ الكتاب النابعةُ من الأدِلَّة العقليّة والنقليّة، حيث احتكم فيه المؤلِّفُ الشيخٌ العلّامةُ الحسنُ بنٌ يوسُفَ بنِ المُطهرِ الحِلِّيُّ (قُدِّس) إلى الدليل العقلي والقُران الكريم  والأحاديث النبويَّة الصحيحة الواردة في الكُتب المعتبرة لعلماء المذاهب السُنيّة كآية المُباهلة وآية التطهير وسورة هل أتى وحديث الدار وحديث الغدير وحديث الثقلين وحديث المنزلة وآياتٍ وأحاديثَ كثيرةٍ ستسمعها إن شاء اللهُ في هذا الكتاب.
كما وأُنَبِّهُ على شئ مهمٍ  يجب الالتفاتُ إليه عند سَماع الكتاب ألا وهو الحواشي التي ذُكِرَت فيها مصادِرُ التفسير للآيات والروايات والحوادث التأريخيّة التي ذكرها المؤلف العَلّامة من كتب التفسير والحديث والسيرة والتأريخ  لعلماء أهل السُّنة كمُسنَدِ أحمد وتفسير الطبري وتأريخ الطبري وصحيح البُخاري وصحيح مُسلم والتفسير الكبير للرازي وطبقات ابن سعد وشواهد التنزيل للحاكم الحَسْكاني والمُستَدرَك على الصحيحَين للحاكم وحلية الأولياء لأبي نُعَيم  والاستيعاب لابن عبد البر ومعجم الطبراني والمِلل والنِحَل للشَهرَستاني وينابيع المودَّة للقُندوزي الحنفي وكفاي الطالب للكنجي الشافعي ومناقب الخوارزمي والتذكرة لسبط ابن الجَوزي وكنز العُمّال وتأريخ دِمَشق لابن عساكر وسنن النَّسائي وخصائص النَّسائي وسُنن التِرمِذي الخ... والقائمة طويلة جدّاً.
وقد اعترض ابنُ تيميّة على هذا الكِتاب بكتاب سمّاه باسمٍ مُشتَقٍ من هذا الكتاب وهو كتاب منهاج السُّنة في نقض كلام الشيعة والقدريّة، وانتقدَهُ كثيرٌ من علماءُ أهل السُّنة بسبب مَنهَجه الذي آثر فيه السباب والشتم والتدليس على الأسلوب المنطقي الهادئ في الحوار المشتمل على البرهان العلمي والنقلي وقد سمّاه بعض علماء السُنّة بمنهاج البِد عة لأنَّه كَذَّب الأحاديث الصحيحة بل في بعض الأحيان المُتواترة عن النبيّ (ص) في صحاح وأُمَّهات كُتُبِ علماء أهل السُّنة وأفصح عن نَصبِه وعدائه وبُغضهِ لأهل البيت (ع) واتَّهمَ فاطمةَ الزهرء (ع) بالنفاق والعياذ بالله وانتقد عليّاً وبان البُغضُ لأمير المؤمنين (ع) في كلامه حتى أدّى ذلك إلى أن اتَّهَمَهُ بعض علماء السُّنة  بالنفاق، وذلك بسبب الحديث الصحيح الذي رواه مُسلم وآخرون والذي قال فيه رسول الله (ص): يا عليُّ لا يُحِبُّك إلا مؤمن ولا يُبغضك إلا مُنافق.
وأعود إلى ما نبَّهت به من الإشارة الى سماع حواشي الكتاب المُشتملة على أهم مصادر كُتُب علماء أهل السُّنة والجماعة فأقول لابن تيميّة وأتباعه:
لديكم احتمالانِ لا ثالث لهما، إمّا أن أصحاب هذه الكتب التي ذكرناها آنفا كأحمد ابن حنبل والطبري والبخاري والرازي ومسلم ومحمد بن سعد صاحب الطبقات والتِرمذي والنَّسائي والرازي والحاكم الحسكاني وسبط ابن الجوزي والطبراني الى آخر القائمة هم شيعة وليسوا سُّنَّةً فَيلَزمُ منه أنَّكُم أهلَ السُّنة والجماعة تُصبحون بلا تراثٍ إسلاميٍّ وبدون حضارة فكرية تأريخية ، وإمّا أن يكون أصحاب هذه الكتب مٌدَلِّسين وضّاعين كذّابين ويبقى ابن تيميَّة هو الصادقَ الوحيد مقابل هؤلاء الأعلام.
أمّا ما يخُصُّ المؤلفَ الشيخَ العلّامة  الحسنَ بنَ يوسُفَ بنِ المُطَهَّر الحِلِّيَّ فارجو أن تسمعوا المقطع الصوتي الأول الذي يشتمل على مولده وأُسرته ونشأته العلمية وشيوخه وتلامذته ونشاطاته العلمية وخصوصاً سفرته الى إيران ولقائه بالسلطان أولجايتو خدابَندَه مُحمّد، وسوف تكتشفوا جميعا أنَّ مسألة تََشيُّع إيران لم تكن كما نسمعُهُ بهذه السهولة وبجلسةِ نقاشٍ واحدةٍ  وذلك عند تطليق السُلطان خدابَنده إحدى زوجاته ، بل الأمر أعقد من ذلك بكثير ويتطلَّب مجهودا هائلاً كهذا الكتاب الذي بين أيدينا وكتاب أخر وهو نهج الحق وكشف الصدق وجهود أُناسٍ آخرين لأنَّ الأمر يتعلَّق بتشَيُّعِ بَلدٍ كان سُنّيّاً لمئات السنين!.
وآخر وأطول ولعلّها أهم  فقرة في هذه الترجمة للمؤلف العلّامة هي مؤلفاته وكُتُبه التي ألَّفها في مختلف العلوم كعلم الفقه والكلام والحديث والرجال والتفسير والنحو والعربية.

والحمد لله على توفيقه ونسألكُمُ الدُعاءَ وقِراءةَ سورةِ الفاتحة لمؤَلِفِ الكتابِ الشيخِ العلّامةِ الحسنِ بن ِ يوسُفَ بنِ المُطَهَّرِ الحِلِّيِّ قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ  مسبوقةً بالصلاةِ على مُحمدٍ و آل محمد.

.
FaceBook  Twitter

 

backtohome