بسم الله الرحمن الرحيم
القربى
للكتب المسموعة

تعليق الموقع على كتاب أبو هريرة للسيد عبد الحسين شرف الدين رحمة الله عليه

 


أخي المستمع أختي المستمعة  !

يتناول هذا الكتاب شخصية غامضة في تأريخ المسلمين كان لها أثر كبير جداً في تحريف السنة النبوية المطهرة حيث أعرض الكثيرون من العلماء والكُتّاب عن تناولها ودراستها بموضوعية وبصورة علمية وذلك بسبب العاطفة المذهبية والتعصب الطائفي متجاهلين مسئلة مهمة جداً ألا وهي السنة النبوية المطهرة المصدر الثاني للتشريع في الدين الإسلامي حيث تأثرت صحاح الكتب لإخواننا أهل السنة تأثراً كبيراً بهذا المُحرِّف المسمى والمُكنى بأبي هريرة أو كما كنّاه رسول الله صلى الله عليه واله في كثير من الأحيان كما ستسمعه في الكتاب نقلاً عن صحاح السنة بأبي هر حيث يناديه فيقول صلى الله عليه واله " يا أبا هِر".

أما المؤلف السيد عبد الحسين شرف الدين فقد بذل كل ما في وسعه وبحث ونقَّب في أُمّهات كتب أهل السنة وأتعب نفسه وجاهد في استقصاء كل شاردة وواردة حول أبي هريرة معتمداً بصورة أساسية على صحيحي البخاري ومسلم فجاء بهذا الكتاب القيم والفريد في نوعه مُستنِداً به في تحليل هذه الشخصية بأصح كتابين عند علماء أهل السنة لكي يكون حُجَّةً عليهم تبعا لقاعدة "من فمك أدينك" ، فأثبت في هذا الكتاب طبقاً لما في كتب أهل السنة كما ستسمعه في الفصل العاشر من الكتاب أنَّ مجموع أحاديث أبي هريرة ٥٣٧٤ حديثاً وهذا العدد يفوق ما أُحصيَ من أحاديث أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وعائشة وأم سلمة وجميع أمهات المسلمين كافة بالرغم من أن صُحبته كانت ٣ سنين فقط حيث دخل الى الإسلام بعد واقعة خيبر في السنة السابعة للهجرة قبل وفاة النبي صلى الله عليه واله بثلاث سنين، حيث يقول السيد المؤلف عبد الحسين شرف الدين بعد أن إنهاء هذا البحث العلمي في كمية أحاديثه  ما يلي:
"وهذا أمرٌ مَهول أَلفِتُ إليه أرباب العقول"

أما الفصل الحادي عشر الذي يُعتبر  محور الكتاب فقد ناقش فيه المؤلف السيد عبد الحسين شرف الدين على سبيل المثال ٤٠ حديثاً وردت بصورة رئيسة في صحيح البخاري ومسلم ومُسند أحمد بن حنبل نقاشا علميا لا تجد له مثيلا في الكتب الأخرى حيث عرض المؤلف هذه الأحاديث الأربعين على كتاب الله وسنة النبي المطهرة وعلى الفطرة السليمة والعقل البشري السليم وأثبت عدم صحتها قرانياً وعقليا.


فيقول المؤلف بعد مناقشة الأحاديث الأربعة الأولى ما يلي:
وقد كان هذا الحديث والثلاثة التي قبله مصدراً للتجسيم في الاسلام، كما ظهر في عصر التعقيد الفكري. وكان من الحنابلة بسببها انواع من البدع والاضاليل، ولا سيما ابن تيمية الذي قام على منبر الجامع الاموي في دمشق يوم الجمعة خطيباً، فقال اثناء اضاليله: ان الله ينزل الى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر يريهم نزول الله تعالى نزولا حقيقاً بكل ما للنرول من لوازم كالحركة والانتقال من العالي الى السافل، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وانكر عليه ما قال؛ فقامت العامة الى هذا الفقيه وضربوه بالايدي والنعال ضرباً كثيرًا فسقطت عمامته واحتملوه الى قاضي الحنابلة يومئذ في دمشق واسمه عز الدين ابن مسلم فأمر بسجنه، وعزره بعد ذلك،. الى آخر ما كان في هذه الواقعة .

 

أما ما يخص الدفاع عن ملائكة الله وأنبيائه ورسله فأذكر لك عنوان الحديث السابع وتعليق السيد المؤلف حوله.
عنوان الحديث السابع "لطم موسى عين مَلَك الموت"
أخرج الشيخان صحيحيهما بالاسناد إلى أبي هريرة قال: جاء ملك الموت الى موسى فقال له: أجب ربك. قال فلطم موسى عين ملك الموت فقفأها: قال: فرجع الملك الى الله تعالى فقال: أنك ارسلتني الى عبد لك لا يريد الموت ففقأ عيني.
وأخرجه أحمد من حديث أبي هريرة في مسنده وفيه: أن ملك الموت كان يأتي الناس عياناً: قال: فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه الحديث، وأخرجه ابن جرير الطبري في الجزء الأول من تاريخه عن أبي هريرة ولفظه عنه: أن ملك الموت كان ياتي الناس عياناً حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه وفي آخره ان ملك الموت جاء إلى الناس خفياً بعد موت موسى.
فيقول السيد المؤلف:
وأنت ترى ما فيه مما لا يجوز على الله تعالى، ولا على انبيائه. ولا على ملائكته، أيليق بالحق تبارك وتعالى ان يصطفي من عباده من يبطش على الغضب بطش الجبارين؟، ويوقع بأسه حتى في ملائكة الله المقربين ويعمل عمل المتمردين؟ ، ويكره الموت كراهة الجاهلين؟ ، وكيف يجوز ذلك على موسى؟ وقد اختاره الله لرسالته، وائتمنه على وحيه، وآثره بمناجانه، وجعله من سادة رسله، وكيف يكره الموت هذا الكره مع شرف مقامه؟ ، وما ذنب ملك الموت وإنما هو رسول الله اليه. وبما استحق الضرب والمثلة فيه بقلع عينه؟ وما جاء إلا عن الله وما قال له:
سوى أجب ربك. أيجوز على أولي العزم من الرسل اهانة الكروبيين من الملائكة؟ وضربهم حين يبلغون رسالات الله وأوامره عز وجل!؟ ، تعالى الله وتعالت أنبياؤه وملائكته عن ذلك علواً كبيرا.
الى أن يقول المؤلف رحمة الله عليه:
أما وعزة الحق، وشرف الصدق وعلوهما على الباطل والافك لقد حمّل هذا الرجل اولياءه ما لا طاقة لهم به. وكلفهم باحاديثه هذه بما لا تحتمله عقولهم ابداً ولا سيما قوله في هذا الحديث: إن ملك الموت قبل وفاة موسى كان يأتي الناس عياناً وانما جاءهم خفياً بعد موت موسى نعوذ بالله من سبات العقل وخطل القول والفعل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ويعلق المؤلف في موضع آخر حول مَلَك الموت الذي كان على زعم أبي هريرة يأتي الناس عياناً ولكن بعد لطمة موسة أصبح يأتي الناس خفيةً فيقول لو صح ذلك لتواترت الأخبار من زمن آدم الى زمن موسى عليها السلام بمشاهدة مَلَك الموت.


ولا يفوتنَّك دفاع المؤلف عن خاتم الأنبياء والمرسلين في أحاديث أبي هريرة المسيئة له صلى الله عليه واله وسلم.


 
والحمد لله على توفيقه ونسألكم الدعاء وقِراءَةَ الفاتحة لمؤلف الكتاب السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي مسبوقةً بالصلاة على محمد و ال محمد.

.
FaceBook  Twitter

 

backtohome